Description

وطن على طاولـة القمـار

اليوم وبعد مُضيّ قرابة عقد من نشر رواية (الكاسكيطة والسيجار)، ها أنا أنشر روايتي الثانية، تغيّرت الوجوه واستُبْدِلَ سارق بسارق غيره، مات (بوتفليقة) ومات (الـگايد)، مات (نزار)، لكنّ حلمنا جميعا في جزائر حرّة من كل الأغلال لم يمت!

لم أكن أتصور أنّ واقع بلادي الجزائر في 2024 سيكون أسوأ بكثير من جزائر بوتفليقة وعلى كلّ الأصعدة، جزائر تبون الجديدة كلّها قمع وظلم، قوارب الموت لا تزال تقِّلُ الشباب البطّال الى الضفة الأخرى أو الى الموت، بل الأغرب من هذا انضمام المهندس والطبيب ورجال الأعمال والفنانين وحتى رجال الأمن إلى قوافل الحراگة!

الحراك السلمي تمّ اختطافه داخليا وخارجيا على يد الدولة العميقة التي تجذرت في عهد بوتفليقة الفاسد، دولة تجلّت في صورة (الـگايد صالح)، أفسد عسكري في الجيش الجزائري الذي تظاهر بمساندة الحراك بعد أن أَجبر بوتفليقة على التنحّي في صور بثّها التلفزيون الرّسمي والرّئيس المُقعد يمضي وثيقة استسلامه للجنرال لابسا گندورة الهزيمة والخذلان!

(الـگايد) فرض (عبد المجيد تبون)، العميل الوفيّ لكلّ الحكومات، والوزير المطيع لكل الجنرالات، كرئيسِِ جديد للبلاد.

(السعيد بوتفليقة) الذي كان الحاكم الفّعلي للبلاد بعد مرض أخيه يقبع اليوم في السجن هو و(علي حداد) رجل الأعمال المزيّف الذي أصبح أغنى رجل في الجزائر، رؤساء الحكومة (سلال وأويحيى)، المدير العام للشرطة (الهامل)، ولاة ورؤساء أحزاب مثل (عمار غول)، وأصحاب قنوات تلفزيونية مثل (أنيس رحماني) المدير العام لقناة (النهار) التي كانت الذراع الإعلامي (للسعيد) وجماعته، كلّهم ينامون اليوم في السجن برفقة حفنة من الجنرالات المغضوب عليهم!

بعد عشرين عاما من حكم (بوتفليقة) النّرجسي، الجزائر يحكمها اليوم ولعهدة ثانية (تبون) غير الشّرعي وكأن الجزائر وشعبها كُتب عليهما العيش في كابوسِِ سرمديّ!

غاني مهدي